تشير التقارير الصادرة بين الفينة والأخرى عن السلطات الوصية على مجال السياحة إلى أن المغرب يعتبر الوجهة المفضلة لدى نسبة مهمة من السياح الفرنسيين، ليكونوا بذلك على رأس الجنسيات التي تفد على المغرب للسياحة خلال السنوات الأخيرة.
في سياق متصل، يحافظ المغرب على نفسه كمكان مفضل للإقامة لدى شريحة واسعة من المتقاعدين الفرنسيين الذين يفضلون قضاء فترات من السنة بالمملكة، وهو ما كشف عنه ربورتاج بثهُ التلفزيون الفرنسي “TF1” مؤخرا تحت عنوان “هل يعتبر المغرب جنة المتقاعدين الفرنسيين؟”.
وحاول هذا العمل التلفزيوني إبراز الأسباب الكامنة وراء توافد هؤلاء المتقاعدين على المغرب خلال السنوات الأخيرة من أجل الإقامة، إذ كشف أن من بينها “اعتدال درجات الحرارة خلال فصل الخريف، مما يجعل المملكة الوجهة الثالثة المفضلة لدى الفرنسيين المتقاعدين في العالم”.
بحسب المصدر ذاته، فإن أكادير لوحدها تعرف تواجد حوالي 4 آلاف متقاعد فرنسي، أي حوالي 3 أضعاف ما كان عليه الحال قبل عشر سنوات، الأمر الذي يعزى كذلك إلى المزايا الضريبية، فضلا عن توفر أشعة الشمس طوال العام.
وحاول معدو الربورتاج الاستماع إلى بعض المتقاعدين الفرنسيين الذين يقضون ما بعد مرحلتهم المهنية بعيدا عن تراب الجمهورية، وهو ما تجلى من خلال تجربة إيف ونتالي، زوجين من مدينة مرسيليا، اختارا القدوم إلى مدينة أكادير والاستقرار بها وتدبر أمورهما بالاعتماد على تقاعدهما الذي لا يتجاوز 2800 يورو.
العمل التلفزيوني ذاته أبرز محاولات المتقاعدين الفرنسيين الاندماج داخل المجتمع المغربي، وذلك من خلال الالتئام مع بعضهم البعض ضمن جمعيات، كما هو الحال بمدينة أكادير، وذلك من خلال تأسيس جمعية تعنى بتنظيم أنشطة ثقافية ذات صبغة فرنسية خالصة.
في السياق ذاته، عدّدت “TF1” الامتيازات التي يحظى بها المتقاعدون الفرنسيون بالمغرب، وخصوصا بأكادير، منها قرب خدمات التسوق وسهولة الحصول على المواد الغذائية الطازجة، وعلى رأسها الخضراوات، بالنظر إلى أن جهة سوس-ماسة معروفة بنشاطها الفلاحي أساسا.
كما تحدثت عمّا يصل إلى 340 يوما مشمسا خلال السنة الواحدة في مدينة أكادير، واعتبرت ذلك من بين الأسباب التي تقف وراء قرار متقاعدين فرنسيين الاستقرار بالمغرب، غير أن ارتفاع درجات الحرارة صار، بحسبها، “يشكل أمرا مقلقا بالنسبة لهذه الفئة”، خصوصا ما حدث مؤخرا عندما وصلت إلى 50 درجة تقريبا بالمدينة ذاتها.
وأشارت التلفزة الفرنسية كذلك إلى كون هؤلاء المتقاعدين يجدون أنفسهم أمام مجموعة من الإصلاحات التي تقوم بها السلطات المغربية على مستوى البنية التحتية وتهيئة الفضاء العام، خصوصا توفير الفضاءات الخضراء، فضلا عن الاستجابة للإجهاد الحاد الذي تعرفه الموارد المائية من خلال تمويل بناء محطات لمعالجة مياه البحر، وهو الأمر الذي صار واقعا بجهة سوس-ماسة التي تعرف تواجد مجموعة من هؤلاء المتقاعدين.