تواجه إسرائيل، التي طالما احتُفيّ بها باعتبارها مركزًا عالميًا للابتكار و”أمة الشركات الناشئة”، هجرة كبيرة للمواهب بسبب الصراعات المُستمرة والمخاوف الأمنية.
أدّت عواقب 7 أكتوبر 2023 والصراعات اللاحقة مع غزة ولبنان وإيران إلى تسريع اتجاهات الهجرة بين القوى العاملة ذات المهارات المُتميزة في إسرائيل، والتي تسعى إلى اللجوء والاستقرار في أوروبا وخارجها.
اقرأ أيضًا:
حرب غزة | كيف ساهمت الحرب في انهيار قطاع التقنية بالاحتلال!
تفاصيل عملية تفجير أجهزة اتصالات حزب الله!
هجرة المواهب
تم الإبلاغ عن زيادة بنسبة 285٪ في الهجرة مُباشرةً بعد 7 أكتوبر، مع مُغادرة العديد من المهنيين المُتعلمين والأعلى على المُستوى الاقتصادي من البلاد. تضم هذه المجموعة أشخاص مُهمين في قطاعات التكنولوجيا والطب والأوساط الأكاديمية والأعمال التجارية -القطاعات الحيوية لاقتصاد إسرائيل.
سهلّت الجنسية المُزدوجة مع دول أوروبية مثل ألمانيا والبرتغال -لاقتصادهما القوي واستقرارهما السياسي- إعادة التوطين للعديد من الإسرائيليين اليهود. على الرغم من مواجهة العرب الإسرائيليين لتحديات أكبر بسبب عدم وجود جنسية مُزدوجة، إلا أنهم يعبرون أيضًا عن رغبة مُتزايدة في الهجرة.
التأثير على قطاع التكنولوجيا
لطالما كانت البلاد مركزًا للشركات العملاقة مثل جوجل ومايكروسوفت وإنتل، والتي تدير فروع في تل أبيب وخارجها. إن الموظفين في هذه الشركات يتمتعون غالبًا بميزة الانتقال إلى مكاتب دولية، والذي يسمح لهم بالانتقال بسرعة إلى مراكز أخرى في البلاد الرئيسية الشعبية مثل المملكة المتحدة.
لقد كان هذا التنقُّل للعاملين في مجال التكنولوجيا محوريًا لمثل شلومي جرين -مهندس البرمجيات الذي غادر إسرائيل مع عائلته في 7 أكتوبر، مذعورين للغاية لدرجة أنهم صعدوا على متن إحدى الرحلات الأخيرة إلى قبرص.
يُغادر المُتخصصون -خاصةً الأطباء- البلاد بهدوء، مُنجذبين إلى الفرص المُتاحة في أنظمة الرعاية الصحية في أوروبا. ويثير هذا الرحيل الصامت مخاوف بشأن هجرة العقول المُتميزّة والاستنزاف المُحتمل للقوى العاملة الطبية في إسرائيل.
بالنسبة لأولئك غير الراغبين في المُغادرة بشكل دائم، أصبحت قبرص ملاذًا مؤقتًا، وخاصةً في مدن مثل ليماسول. وقد أدى هذا إلى ارتفاع أسعار العقارات، والذي دفع إلى ردود فعل محلية مع تضخم أسواق العقارات من قبل المُشترين الإسرائيليين والروس.
إنّ موجة الهجرة تفرض مخاطر هجرة الأدمغة وتقلص القاعدة الضريبية. إن استمرار الابتكار في إسرائيل يعتمد على مُعالجة المخاوف الأمنية وتعزيز الاستقرار الاقتصادي. ومن المتوقع أن تُحدّد نتائج الصراعات الحالية والظروف الاقتصادية اللاحقة ما إذا كانت هذه الهجرة مؤقتة أم أنها تشير إلى تحوُّل دائم.
?xml>
المصدر : عرب هاردوير