للابتسامة «ثمن» !

يلجأ إليه البعض لمعالجة بعض التشوهات التي قد تظهر على الفكين والوجه، يطرقون أبواب عيادات الأسنان للحصول على شكل مثالي للأسنان وابتسامة هوليود، وتحسين المظهر العام للوجه وحتى الابتسامات في ما يعرف بالتقويم، وتتم العملية من خلال جهاز مصمم لتحريك الأسنان أو إجراء تصحيح للفك بضبط وضع العظام. ولتقويم الأسنان، مراحل ومدة يستغرقها العلاج، ما يسهم في تحسّن القدرة على الكلام والمضغ وتعزيز صحة اللثة. ويرى استشاري تقويم الأسنان وعظام الوجه والفكين الدكتور محمد صالح آل هثيلة، أن ثمة اعتلالًا في تطابق الأسنان والمظهر يعالجها جهاز تقويم الأسنان مثل تزاحم الأسنان، الفراغات، ضيق الفك، تقدم الفك، وهناك أيضًا العضة المفتوحة والعميقة. ويساهم التقويم في تحسين التنفس لمن يعاني من ضيق الفك ومجرى الهواء العلوي ومن يعانون من مشاكل النوم بسبب تراجع الفك السفلي، وأيضًا يساهم في تحسين النمو للأطفال ما قبل البلوغ ممن يعانون من تأخر في نمو أحد الفكين، ويعد علاج التقويم من الخطوات المهمة والأساسية لمن يعانون تشوه أحد الفكين أو كليهما، وبالتالي فالحاجة ماسة إلى العمليات الجراحية لتصحيح التشوه، مشيرًا إلى وجود العديد من الأجهزة التي تستخدم في علاج التقويم وتسهل وتسرع عملية العلاج، منها الأجهزة الثابتة والمتحركة، إذ لا يستدعي تركيب جهاز تقويم الأسنان للجراحة ويتم تثبيته على أسطح الأسنان بواسطة مواد لاصقة. ويجب تجنب بعض المأكولات القاسية واللزجة لتجنب الضرر بجهاز التقويم الذي تراوح مدة بقائه حسب الاعتلال والمشاكل الموجودة لكل مريض، بمتوسط مدة علاج من سنة ونصف السنة إلى سنتين.

لا تأكل طعاماً لزجاً

وعن لجوء البعض إلى تركيب جهاز ثابت وآخر متحرك يقول الدكتور محمد آل هثيلة: «إن الجهاز الثابت لا يعتمد على تعاون المريض في عدد ساعات لبس الجهاز لأداء الوظيفة المحددة من الجهاز عكس الجهاز المتحرك، ومن ناحية توجد صعوبة في المحافظة على نظافة الفم عند استخدام الجهاز الثابت ويحتاج إلى الاهتمام بشكل أكثر من الجهاز المتحرك، ومن سقطت أسنانه وقام بتركيب أخرى يحتاج إلى عمل علاج التقويم قبل العلاج التعويضي لعمل المسافة اللازمة لزراعة الأسنان».

وحول تغير شكل الوجه بعد تركيب جهاز تقويم الأسنان، يقول الدكتور آل هثيلة: «التقويم بشكل منفرد بدون التقويم الجراحي يتركز على تحريك الأسنان، ويمكن أن يؤثر في علاقة الشفة العلوية والسفلية مع الأسنان، وبذلك يكون فيه تغيير خفيف للوجه وغالباً يكون للأفضل، وفي بعض الحالات يلجأ الطبيب إلى خلع بعض الأسنان في حالات التزاحم الشديد واعتلال الانطباق، وأبرز عيوب تركيب جهاز تقويم الأسنان بعض الألم والانزعاج، لذلك ينصح بتجنب بعض المأكولات القاسية واللزجة والحاجة للعناية المستمرة».

ذاكرة قوية للأنسجة

الدكتور محمد آل هثيلة نصح المرضى بتركيب جهاز مثبت بعد خضوعهم للتقويم؛ لأن الأنسجة المحيطة بالأسنان لها ذاكرة طويلة المدى تستطيع من خلالها إرجاع الأسنان إلى الوضع السابق قبل العلاج، بالإضافة إلى اختلاف الضغط بين الشفة واللسان وعضلات الخدين على الأسنان بعد العلاج، لذلك ينصح باستخدام الجهاز، فتقويم الأسنان له بعض الآثار الجانبية تتمثل في الألم والانزعاج، قد يشعر المرضى بألم في الأسنان واللثة بعد تركيب الجهاز أو بعد تعديله، هذا الألم عادة ما يكون مؤقتاً. ومن الآثار تقرحات الفم، إذ يمكن أن يسبب الجهاز تقرحات أو جروحا في الفم في البداية، ما قد يؤدي إلى عدم الراحة، وقد تحدث تغيرات في الأسنان مثل التحرك غير المرغوب فيه إذا لم يتم ضبط الجهاز بشكل صحيح وكذا تسوس الأسنان إذا لم يتم الحفاظ على نظافة الفم بشكل جيد، يمكن أن يؤدي جهاز التقويم إلى زيادة خطر التسوس وأمراض اللثة وظهور بقع أو تغير لون الأسنان في حالة عدم العناية الجيدة، يمكن أن تظهر بقع أو تغير في لون الأسنان حول الحاصرات، ومن الآثار الجانبية كذلك القلق أو الانزعاج النفسي.

تحسين الابتسامة

أخصائي تقويم الأسنان الدكتور خالد شيبان، يرى أن تقويم الأسنان ينقسم إلى معالجة وظيفية لمشاكل الأطباق بجميع درجاته ومعالجة تجميلية من أجل تحسين الابتسامة والمظهر العام للأسنان، ولا يوجد عمر محدد للبدء بالمعالجة، وفي حالة المعالجة الوظيفية تتم في أسرع وقت ممكن بعد بلوغ الطفل سبع سنوات، أما في الحالة التجميلية فتتم بعد أن يتم بزوغ الأنياب ويمكن تركيب التقويم للكبار، ويفضل ألا تزيد مدة المعالجة على سنة، وهناك عدة أنواع من الأجهزة المستخدمة في المعالجة التقويمية ويتم تقسيمها إلى أجهزة ثابتة وأخرى متحركة ولا يحتاج تركيبها إلى جراحة، ويجب مراعاة قواعد معينة للأكل أثناء المعالجة التقويمية، بالإضافة إلى تجنب بعض المأكولات التي قد تتسبب بكسر جهاز التقويم، إذ تختلف مدة المعالجة على حسب الحالة ولكن القوالب الشفافة هي الحل الأسرع، فالمعالجة التقويمية لا تؤدي إلى التسوس.

ولا شيء يؤدي إلى التسوس سوى إهمال التنظيف، ويجب الاهتمام بصحة ونظافة الأسنان، كما يمكن حشو الأسنان أثناء المعالجة، مشددًا على أهمية تركيب المثبت بعد التقويم، الذي يعتبر من أهم خطوات المعالجة لكي نضمن ثبات الأسنان في الوضعية الجديدة.

إصلاح» العضة»!

وعن بناء لثة صحية بإجراء تقويم الأسنان يقول أخصائي تجميل اللثة الدكتور مصطفى رهوان: «إن من أهم الشروط لعمل تقويم الأسنان أن يكون عظم الفك واللثة خالية من المشاكل والالتهابات،

لذلك يجب اتباع عادات العناية بالفم الصحية، مثل تنظيف الأسنان بالفرشاة مرتين يوميا على الأقل، واستخدام خيط الأسنان يوميًا، وعمل فحوصات دورية»، مؤكدًا وجود علاقة بين أمراض اللثة وتقويم الأسنان، إذ لا ينبغي الحصول على تقويم الأسنان إذا ظهرت علامات الإصابة بالتهاب اللثة، ومن ناحية أخرى، يمكن أن يساعد تقويم الأسنان في منع احتمال الإصابة بالتهاب اللثة عن طريق تصحيح العضة وتقويم الأسنان، إذ يقوم طبيب الأسنان أو أخصائي تقويم الأسنان بتقييم صحة اللثة لديك لتحديد ما إذا كان من الممكن إعادة تشكيل اللثة مع وجود تقويم الأسنان.

التقويم من السابعة

ينصح طبيب الأسنان المتخصص في إصلاح وتجميل الأسنان الدكتور خالد عبدالله آل هثيلة، بزيارة طبيب التقويم في سن السابعة، ولا يقتصر الأمر على المراحل العمرية الصغيرة، فالتقويم ليس له عمر محدد، غالباً جميع الأعمار تكون مناسبة لعلاج التقويم مع مراعاة الأنسجة الداعمة للأسنان، مؤكدا أن التقويم لا يؤثر على سلامة الأسنان في حال المحافظة على الأنسجة الداعمة، وفي حال أصيب بتسوس أثناء علاج التقويم يتم تحويل المريض إلى الطبيب المختص وبعد ذلك يتم إكمال علاج التقويم.

وحول كيفية تنظيف الأسنان لمن يخضع لتركيب جهاز تقويم الأسنان أوضح الدكتور آل هثيلة، أنه بعد تركيب جهاز التقويم يتم تدريب المريض على كيفية المحافظة على نظافة الأسنان من خلال بعض الأدوات المساعدة.

اللثة وما أدراك ما اللثة

أكد استشاري تقويم الأسنان والفكين الدكتور عادل الحربي، أن تقويم الأسنان يعالج الحالات التي لديها شفة أرنبية، مشيرًا إلى أهمية التأكد من اللثة السليمة وجذور الأسنان، ويمكن إجراء تقويم الأسنان لعمر السبعين عامًا ويختلف التقويم من شخص لآخر، إذ إن هناك حالات تحتاج إلى أشهر وأخرى قد تمتد إلى سنوات، وفي حال إصابة الأسنان بالتسوس يجب معالجة التسوس ومن ثم تكملة إجراءات التقويم.

من جانبه، يشير طبيب أسنان عام الدكتور حسن الحربي، إلى أن أكثر المشاكل والتحديات التي يواجهها المراجع خلال رحلة علاج التقويم هي ظهور بعض مشاكل اللثة، ومنها الالتهاب، انتفاخ اللثة ونزيفها أثناء النظافة، تسوس الأسنان، وتكسر الأسنان.. وللوقايه والحفاظ على الأسنان بشكل كامل يتوجب العناية والحفاظ بالمنزل باستخدام فرشة التقويم وعمل تنظيف الجير وتلميع الأسنان كل شهرين في اللحظة نفسها التي تتم فيها زيارة طبيب التقويم، فعندما يزيل طبيب التقويم المطاطات القديمة وقبل استبدالها بالجديدة يتم من قبل الطبيب عمل تنظيف للجير والتلميع لدى طبيب آخر بالعيادة نفسها ثم الرجوع لطبيب التقويم لاستكمال العلاج.

وتعد هذه الإرشادات وقاية من جميع المشاكل التي يواجهها المراجع، وهي مجربة على عدد كبير من المراجعين وأثبتت فعالياتها لدى الكل، وهي أفضل طريقة للحفاظ على صحة فم جيدة خلال فترة العلاج والحصول على نتيجة صحية طيبة.

المصدر : عكاظ

التصنيفات غير مصنف

أضف تعليق