خبراء يناقشون سبل مواجهة طنجة للكوارث الناجمة عن التغيرات المناخية

دعا عزيز جناتي، رئيس مرصد حماية البيئة والمآثر التاريخية بطنجة، إلى ضرورة استثمار الذكاء الجماعي لإنجاح تصور مشترك لمواجهة التحديات المناخية التي تتربص بالمغرب، مؤكدا أن الكوارث الناجمة عن التغيرات قادمة لا محالة وينبغي استباقها.

وقال جناتي، في كلمة ألقاها خلال افتتاح الدورة الثامنة لمنتدى “طنجة مدينة مستدامة”، مساء الجمعة، إن ما يعيشه العالم من آثار وتغيرات في ظل تزايد آثار التغيرات المناخية “سنصل إليه حتما، وبالتالي يجب أن نفكر بشكل استباقي قبل أن نفكر في اللحظة والانتقال إلى وضع آخر”.

وأضاف جناتي، خلال هذا المنتدى الذي يناقش موضوع “الصمود الحضري والمدينة المستدامة.. كيف تواجه طنجة تحديات الأزمات؟”، أن ما يسلط المجتمع المدني عليه الضوء يشكل “فرصة إضافية لمجموعة من البرامج والمخططات المطروحة في الساحة، لكن مع كامل الأسف ما زالت مؤسساتنا لم تستفد منها، وهي فرص نعتقد أنها متاحة إن أحسننا استغلالها”.

وأبرز أن المنتدى يمثل “لحظة استفزازية لمجموعة من صناع القرار لإثارة الانتباه إلى ما يدور حولنا من فرص، نعتقد أن إضاعتها هدر لفرص ولحظات ثمينة ربما قد لا تتكرر”.

وأشار إلى أن موضوع الصمود الحضري “يربط بين مواضيع تتعلق بتدبير المجال ورسم المخططات الاستباقية لمواجهة ما قد يحدث من كوارث، وهو لحظة استشرافية للمستقبل بامتياز”، لافتا إلى أن الذكاء الجماعي مدخل أساسي لاستشراف المستقبل.

من جهته، قال عبد العظيم الطويل، نائب عمدة مدينة طنجة، إن التنمية المستدامة الحقيقية أصبحت “ضرورة ملحة لتحقيق التوازن بين احتياجات الحاضر وتطلعات الأجيال القادمة”.

وأكد الطويل، في كلمته بالمنتدى المنظم بدعم من جماعة طنجة، أن المدن المغربية تواجه تحديات بيئية واجتماعية واقتصادية متزايدة، مبرزا أن تحقيق أهداف التنمية المستدامة على المستوى المحلي يمثل “إحدى الركائز الأساسية اعتبارا لأهمية دور الجماعات الترابية كقوة أساسية للتنمية المحلية”.

مقال ذو صلة  جمعيات تزور محطة المعالجة بالقنيطرة

وأوضح أن طنجة على غرار المدن المغربية الكبرى تواجه “تحديات عديدة أبرزها التوسع العمراني وتحديات ترتبط بالتغير المناخي والتنقل الحضري والإجهاد المائي وغيرها”، مشيرا إلى أن هذه التحديات تستلزم وضع مخططات وبرامج طموحة للتدخل، ترتكز على اتخاذ تدابير ناجعة لمواجهتها مع مختلف الشركاء.

أما أنس الحسناوي، ممثل مركز “فريديريش إيبيرت” الألماني، الذي ينظم المرصد المنتدى بشراكة معه، فسجل أهمية التركيز على مقاربة النوع في التعاطي مع التحديات التي تطرحها التغيرات المناخية، معتبرا أن النساء الأكثر تأثرا بها.

ودعا الحسناوي القائمين على مرصد حماية البيئة والمآثر التاريخية بطنجة إلى تشكيل خلية تعمل على إدماج مقاربة النوع لدى المرصد في مقاربته للمواضيع وإشراك النساء في عمله، منبها إلى الحضور الضعيف للنساء في تأطير فعاليات المنتدى.

وأشاد بأداء المرصد، الذي عده “مكسبا” لمدينة طنجة، مشيرا إلى أن الالتفاف الحاصل حوله يمنحه “نقطة قوة تستحق منه الحفاظ عليها واستثمارها”. واقترح جعل المنتدى محطة وطنية في المستقبل لأنه بلغ من النضج والكفاءة ما يتطلب تعميم خبراته على البلاد.

ويهدف المنتدى، من خلال أشغال دورته التي تستمر يومين، إلى تعزيز الوعي حول أهمية التصدي لتحديات المناخ في طنجة عبر تبني نموذج المدينة المستدامة، ومناقشة الجهود المبذولة لتحسين قدرة المدينة على الصمود أمام التغيرات المناخية وتقليل انبعاثات الكربون، فضلا عن تحديد التحديات الرئيسية التي تواجه المدينة في مجال التخطيط الحضري المستدام.

ويتوقع أن يقترح المنتدى في نهاية أشغاله جملة من الحلول العملية المبتكرة لتعزيز التنمية الحضرية الصديقة للبيئة والمقاومة للتغيرات المناخية بمساهمة خبراء في المجال.

المصدر

أضف تعليق