نصف حلب بيد المعارضة.. والجيش السوري يغلق مداخل المدينة

نقلت وكالات أنباء عن مصادر أن الجيش السوري أغلق جميع الطرق المؤدية إلى حلب مع انسحاب القوات من الأحياء، فيما أصبحت نصف المدينة تحت سيطرة فصائل معارضة لدمشق.

وقالت ثلاثة مصادر بالجيش السوري لرويترز إن الجيش أغلق الطرق الرئيسية المؤدية من وإلى مدينة حلب بعد أن صدرت تعليمات للقوات باتباع أوامر “انسحاب آمن” من الأحياء التي اجتاحها المسلحون.

وذكرت المصادر أن هذه الخطوة أغلقت المدينة فعليا بعد أن أصدر الجيش تعليمات عند نقاط التفتيش خارج المدينة بالسماح فقط لقوات الجيش بالمرور والدخول.

وبات نصف مدينة حلب في شمال سوريا تحت سيطرة هيئة تحرير الشام وفصائل حليفة، وفق ما أفاد المرصد السوري لحقوق الإنسان السبت.

وقال مدير المرصد رامي عبد الرحمن لوكالة فرانس برس إن “نصف مدينة حلب بات الآن تحت سيطرة هيئة تحرير الشام وفصائل موالية لها”.

وأضاف أن المقاتلين وصلوا إلى قلعة حلب. وأشار إلى أنه “لم يحصل أي قتال، ولم تطلق طلقة واحدة، وسط انسحاب لقوات النظام”.

ودخلت المجموعات المسلحة والفصائل المدعومة من تركيا الجمعة مدينة حلب، بعد قصفها في سياق هجوم مباغت وسريع بدأته قبل يومين على القوات الحكومية، هو الأعنف منذ سنوات، مكنها أيضا من السيطرة على مدينة سراقب في محافظة إدلب، وفق المرصد السوري لحقوق الإنسان.

وهذه أول مرة تدخل فصائل مسلحة إلى حلب منذ استعاد نظام الرئيس بشار الأسد السيطرة الكاملة على المدينة عام 2016.

وأودت العمليات العسكرية بحياة 277 شخصا، وفق المرصد، غالبيتهم مقاتلون من طرفي النزاع، وبينهم 28 مدنيا قضى معظمهم في قصف من طائرات روسية تدعم قوات النظام في المعركة.

وبدأ الهجوم خلال مرحلة حرجة يمر بها الشرق الأوسط مع سريان وقف إطلاق نار هش في لبنان بين إسرائيل وحزب الله الذي يقاتل منذ سنوات إلى جانب قوات النظام في سوريا.

مقال ذو صلة  عسكريا وسياسيا.. سيناريوهات هجوم الفصائل المسلحة في حلب

وبحلول الجمعة، كانت الفصائل سيطرت على أكثر من خمسين بلدة وقرية في الشمال، وفق المرصد السوري، في أكبر تقدم منذ سنوات تحرزه المجموعات المسلحة المعارضة للنظام.

وأدت المعارك إلى نزوح أكثر من 14 ألف شخص، نصفهم تقريبا من الأطفال، وفق مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية.

تزامنا مع الاشتباكات، شن الطيران الحربي الروسي والسوري أكثر من 20 غارة على إدلب وقرى محيطة بها، وفق المرصد السوري، أدت إلى مقتل شخص.

بدوره، أعلن الجيش الروسي الجمعة أن قواته الجوية تقصف فصائل “متطرفة”.

ونقلت وكالات أنباء روسية عن متحدث باسم مركز المصالحة التابع لوزارة الدفاع الروسية في سوريا قوله إن “القوات الجوية الروسية تنفذ هجمات بالقنابل والصواريخ على معدات وعناصر جماعات مسلحة غير شرعية ونقاط سيطرة ومستودعات ومواقع مدفعية تابعة للإرهابيين”، موضحا أنها “قضت” على 200 مسلح خلال الساعات الماضية.

ودعت تركيا الجمعة إلى “وقف الهجمات” على مدينة إدلب ومحيطها، معقل المعارضة المسلحة في شمال غرب البلاد.

وقال المتحدث باسم وزارة الخارجية عبر منصة إكس إن الاشتباكات الأخيرة “أدت إلى تصعيد غير مرغوب فيه للتوترات في المنطقة الحدودية”.

يعد القتال الناجم عن هذا الهجوم، الأعنف منذ سنوات في سوريا التي تشهد منذ العام 2011 نزاعا داميا عقب احتجاجات شعبية ضد النظام أودى بحياة أكثر من نصف مليون شخص ودفع الملايين إلى النزوح، وأتى على البنى التحتية والاقتصاد في البلاد.

وعام 2015، تدخلت روسيا إلى جانب قوات النظام السوري، وتمكنت من قلب المشهد لصالح حليفها، بعدما خسر معظم مساحة البلاد.

وخلال شهرين من الحرب ضد حزب الله في لبنان، كثفت إسرائيل ضرباتها للفصائل الموالية لإيران في سوريا.

وقدمت هذه الفصائل، وأبرزها حزب الله، دعما مباشرا للقوات السورية خلال الأعوام الماضية، ما أتاح لها استعادة السيطرة على معظم مناطق البلاد.

مقال ذو صلة  تقرير: مسلحون من فصائل موالية لإيران يصلون سوريا من العراق لدعم نظام الأسد

المصدر : الحرة

أضف تعليق